JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

الصفحة الرئيسية

صدور العدد 03 من مجلة برشلونة الأدبية



مجلة برشلونة الأدبية 
العدد الثالث 01/05/2024
أدبية ثقافية دولية تهتم بأعمال أدباء العرب والعالم.
- تصدر من برشلونة، إسبانيا.
Barcelona Literary Magazine
Issue 3 01/05/2024
International cultural literature concerned with the works of Arab and international writers
- Issued from Barcelona, ​​Spain.
To download a high-quality pdf file:
لتحميل ملف pdf بجودة عالية: 
 

محمود درويش هو أحد أبرز الشعراء الفلسطينيين والعرب في القرن العشرين، وقد لعب دورًا محوريًا في نقل معاناة الشعب الفلسطيني وآماله عبر قصائده المفعمة بالإحساس والعمق. وُلِد درويش في قرية البروة الفلسطينية عام 1941، وعاش حياة مليئة بالنضال والإبداع، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا هائلًا يُعدّ مرجعًا هامًا في الأدب الفلسطيني والعربي. يجمع شعره بين الجمال الفني والقوة التعبيرية، ويتميز بقدرته على لمس القلوب وإثارة الوعي بالقضية الفلسطينية.

النشأة والبداية

وُلد محمود درويش في 13 مارس 1941 في قرية البروة، التي تقع في الجليل الأعلى. في عام 1948، عندما كان عمره سبع سنوات، نزح مع عائلته إلى لبنان خلال النكبة التي أدت إلى تشريد العديد من الفلسطينيين. بعد عام من التهجير، عاد درويش وعائلته إلى فلسطين بشكل غير قانوني واستقروا في دير الأسد، إحدى القرى المهجرة.

تعرض درويش منذ طفولته إلى تجربة النزوح والتهجير، مما ترك أثرًا عميقًا في نفسه وظهر جليًا في شعره. بدأ درويش كتابة الشعر في سن مبكرة، ونشرت أولى قصائده عندما كان لا يزال في المدرسة الثانوية. أكمل دراسته في كفر ياسيف، حيث واصل تنمية موهبته الشعرية.

البدايات الأدبية

بدأت مسيرة درويش الأدبية بشكل فعلي في أوائل الستينات عندما نشر ديوانه الأول "عصافير بلا أجنحة" عام 1960. تميزت قصائده المبكرة بالبساطة والوضوح، إلا أنها كانت تعبر بعمق عن مشاعر الفقد والحنين للوطن. تبع ذلك ديوان "أوراق الزيتون" (1964) الذي حقق له شهرة واسعة، حيث تميزت قصائده بمزجها بين الحب والوطنية، معبّرًا عن الحزن والأمل في آن واحد.

الحياة السياسية والنضال

انخرط محمود درويش في العمل السياسي منذ شبابه، حيث انضم إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي "راكاح". تعرض للاعتقال عدة مرات بسبب نشاطاته السياسية وكتاباته التي كانت تنتقد الاحتلال الإسرائيلي وتدعو إلى الحرية والعدالة للشعب الفلسطيني. كانت هذه التجارب السياسية والاعتقالات المتكررة تزيد من عمق وتأثير قصائده.

في أوائل السبعينات، غادر درويش فلسطين وعاش في العديد من الدول العربية مثل مصر ولبنان وتونس، ثم انتقل إلى باريس. عمل في منظمة التحرير الفلسطينية وشغل منصب رئيس تحرير مجلة "الكرمل"، حيث كانت المجلة منبرًا هامًا للأدب والثقافة العربية.

الأعمال الأدبية

تعتبر أعمال محمود درويش الأدبية مرآةً لتجربة الشعب الفلسطيني ونضاله. أصدر درويش أكثر من 30 ديوانًا شعريًا ومجموعة من المقالات الأدبية. من أبرز أعماله:

  1. "عاشق من فلسطين" (1966): هذا الديوان يُعدّ من أهم أعمال درويش المبكرة، حيث يعبّر عن عشقه لفلسطين وحنينه إلى أرضه المسلوبة. قصائد هذا الديوان تتميز بقوة تعبيرية وقدرة على لمس مشاعر القارئ بصدق.

  2. "أحبك أو لا أحبك" (1972): يضم هذا الديوان قصائد تتناول مواضيع الحب والوطن والحياة، حيث يجمع بين الشاعرية العالية والالتزام الوطني. يظهر في هذا العمل تطور أسلوب درويش الفني ونضجه الشعري.

  3. "مديح الظل العالي" (1983): كُتب هذا الديوان بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت، ويعبر عن خيبة الأمل والحنين إلى الوطن. يعد هذا العمل من أعمق وأجمل ما كتب درويش، حيث يجسد الحزن والغضب والحب في آن واحد.

  4. "أرى ما أريد" (1990): يعبر هذا الديوان عن تجربة درويش في المنفى ورؤيته للعالم والحياة. تميزت قصائده بالتأمل الفلسفي والبحث عن الذات والوطن.

  5. "لماذا تركت الحصان وحيدًا" (1995): في هذا الديوان، يعود درويش إلى طفولته وتجربته مع التهجير، محاولًا فهم الهوية والانتماء من خلال لغة شعرية عميقة ومؤثرة.

  6. "جدارية" (2000): يُعتبر هذا الديوان من أكثر أعمال درويش عمقًا وشاعرية. كتبه بعد مرضه الخطير وتجربته مع الموت، حيث يعبر عن تأملاته في الحياة والموت والوجود.

الأسلوب والمواضيع

تميز شعر محمود درويش بأسلوبه الفريد ولغته الشعرية الرفيعة. استطاع من خلال قصائده أن يمزج بين البساطة والعمق، وبين التعبير العاطفي والفكري. استخدم درويش الرموز والاستعارات بشكل بارع ليعبر عن قضايا الوطن والهوية والحرية. كانت فلسطين دائمًا محور قصائده، ولكنها لم تكن مجرد مكان جغرافي، بل رمزًا للحرية والكرامة والإنسانية.

الحياة في المنفى

عاش درويش في المنفى معظم حياته، متنقلًا بين عدة دول مثل مصر ولبنان وتونس وفرنسا. كان للمنفى تأثير كبير على شعره، حيث عبر عن تجربة الغربة والبحث عن الهوية والانتماء. رغم بعده عن وطنه، إلا أن فلسطين كانت حاضرة دائمًا في قصائده كحلم وحنين وجرح.

الجوائز والتكريمات

حصل محمود درويش على العديد من الجوائز والتكريمات الدولية تقديرًا لإسهاماته الأدبية والثقافية. من بين هذه الجوائز:

  • جائزة اللوتس للآداب (1969): منحتها له جمعية الأدباء الآسيويين الأفارقة.
  • جائزة البحر الأبيض المتوسط (1980): تقديرًا لدوره في تعزيز الثقافة العربية.
  • جائزة ابن سينا (1983): من منظمة اليونسكو.
  • جائزة لينين للسلام (1983): من الاتحاد السوفيتي.

الوفاة والإرث

توفي محمود درويش في 9 أغسطس 2008 في الولايات المتحدة الأمريكية بعد عملية جراحية في القلب. نُقل جثمانه إلى رام الله حيث دفن هناك في جنازة رسمية حضرها الآلاف من محبيه ومتابعيه. كانت وفاته خسارة كبيرة للأدب العربي والعالمي، لكن إرثه الأدبي يظل حيًا من خلال قصائده وأعماله التي تظل تلهم الأجيال الجديدة.

الخاتمة

محمود درويش كان وما زال صوتًا شعريًا فريدًا يعبر عن آمال وآلام الشعب الفلسطيني. من خلال قصائده، استطاع أن يجسد تجربة الشعب الفلسطيني في النضال والتهجير والبحث عن الهوية. يعتبر درويش من أعظم شعراء العرب في العصر الحديث، وإرثه الأدبي يظل شاهدًا على قوة الكلمة والشعر في التعبير عن القضايا الإنسانية العميقة. إن شعر درويش ليس فقط قصائد تُقرأ، بل هو تجربة إنسانية تعيش في وجدان كل من يقرأه.

 
author-img

برشلونة الأدبية

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة