JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

الصفحة الرئيسية

لا زال البحث جاريا عني - خوله أحمد إمام



لا زلت أبحث عني
عن ضحكتي الأولى
عن صباحي المطري
عن ثوبي الوردي
عن ملامحي السمراء
عن حكاية الموج بين موانئي القمراء
عن طفلة بلون القمح
عن فرحةٍ كانت كلهفة طير
يتوق لعشه القمري
عن وجه يبوح بسر الوجد
يناجي أحلامه الغيداء أن تعبر
أن تبصر دروب الورد والنوار
رغم قبضة الإعصار
أن تكبر رغم مرارة الدرب
ورغم قساوة الأسفار
وبين دفاتر الأيام
مضيت أواصل البحث
عن حروفي بين سطور أغنيتي
وطيف أمانٍ كان دوما يتبعني
يسابقني كما فراشاتٍ
ترفرف حول ساقيتي
سألت عيون النهار أين وجهتها
أشاحت بوجهها عني
وقالت بنيتي يكاد الليل يسحق
كل أمنيةٍ
وكل نجمةٍ أتت تبحث عن وطنٍ
وجند العتم يحاصر كل قافلةٍ
وغسق الحقد يطبق على جيد قافيتي
تكاد خطاي تكبو من وطأة التعب
أواصل بحثي المحموم عني بين مدائن الكتب
وبين صفحات عمرٍ هده الصخب
طال المسار ما بين أمل ويأس
ولا زال البحث جارياً عني


- فلسطين -





قراءة برشلونة الأدبية:

قصيدة "لا زال البحث جارياً عني" للشاعرة خوله أحمد إمام هي نص شعري يعبر عن رحلة البحث الذاتية والانسانية، حيث تتناول الشاعرة من خلال أسلوب شاعري مميز مواضيع الهوية والحنين والضياع. تعكس القصيدة مشاعر الشاعرة المعقدة تجاه نفسها وماضيها ومستقبلها. تهدف هذه الدراسة إلى تحليل العناصر الأدبية والفنية في القصيدة، واستكشاف المواضيع والرموز المستخدمة فيها.

تحليل الشكل والمضمون

البنية الفنية

البنية الفنية للقصيدة تعتمد على السرد الشعري الحر، حيث تتأرجح الشاعرة بين الذكريات والبحث عن الذات بأسلوب انسيابي يتدفق دون تقيد بقيود القافية والوزن التقليديين. هذا الأسلوب يعزز من قوة النص ويعبر عن الحرية والضياع في آن واحد.

الأسلوب اللغوي

تستخدم الشاعرة لغة بسيطة ومعبرة، لكنها تحمل في طياتها عمقًا وثراءً معنويًا. الكلمات المختارة بعناية تنقل مشاعر الحنين والضياع بدقة، مما يجعل القارئ يشعر بما تشعر به الشاعرة. استخدام الصور البلاغية والاستعارات يعزز من جمال النص وعمقه.

الصور الشعرية

تعتمد القصيدة بشكل كبير على الصور الشعرية القوية التي تعزز من المعاني المراد إيصالها. من بين هذه الصور:

  • "عن ضحكتي الأولى": تعبر عن الحنين إلى الطفولة والبساطة.
  • "عن حكاية الموج بين موانئي القمراء": صورة تعبر عن البحث عن الاستقرار والراحة.
  • "يتوق لعشه القمري": تعبر عن الرغبة في العودة إلى الأمان والحب.

المواضيع الرئيسية

البحث عن الذات

الموضوع الرئيسي في القصيدة هو البحث عن الذات. الشاعرة تعبر عن مشاعرها تجاه هويتها والبحث المستمر عن نفسها، مما يعكس تجربة شخصية عميقة ومؤلمة. تقول الشاعرة: "لا زلت أبحث عني".

الحنين إلى الماضي

تتطرق الشاعرة أيضًا إلى الحنين إلى الماضي والذكريات الجميلة التي تتمنى العودة إليها. تعبر عن هذا الحنين من خلال صور مثل: "عن ضحكتي الأولى" و"عن صباحي المطري".

الضياع والاستكشاف

تصف الشاعرة مشاعر الضياع والاستكشاف من خلال رحلتها في البحث عن الذات. تعبر عن هذه المشاعر بصور مثل: "بين دفاتر الأيام مضيت أواصل البحث".

الأمل واليأس

رغم مشاعر الضياع، تحمل القصيدة أيضًا رسالة أمل في العثور على الذات وتحقيق السلام الداخلي. تقول الشاعرة: "طال المسار ما بين أمل ويأس ولا زال البحث جارياً عني".

الرمزية في القصيدة

الضحكة الأولى

الضحكة الأولى ترمز إلى الطفولة والبساطة والبراءة. الشاعرة تعبر عن الحنين إلى هذه المرحلة من حياتها التي كانت فيها خالية من الهموم.

الثوب الوردي

الثوب الوردي يرمز إلى الأنوثة والجمال والبساطة. يعبر عن جزء من هوية الشاعرة التي تحاول استعادتها.

الموج والموانئ

الموج والموانئ يرمزان إلى الرحلة والاستكشاف والبحث عن الاستقرار. تعبر عن الرغبة في العثور على ملاذ آمن وسط اضطرابات الحياة.

الفراشات

الفراشات ترمز إلى الحرية والجمال والأمل. تعبر عن الأماني والأحلام التي تسعى الشاعرة لتحقيقها رغم الصعوبات.

الليل والنهار

الليل والنهار يرمزان إلى الصراع بين الأمل واليأس، حيث يعبر الليل عن الظلام والضياع، بينما يعبر النهار عن النور والأمل.

تأثير القصيدة

العاطفة والصدق

تعبر القصيدة عن مشاعر صادقة وعميقة، مما يجعلها قريبة من القارئ. يمكن للقراء أن يشعروا بما تشعر به الشاعرة من حنين وضياع وأمل، مما يعزز من تأثير القصيدة.

الدعوة للتأمل

تدعو القصيدة القراء للتأمل في رحلتهم الشخصية في البحث عن الذات والهويات. من خلال تجربة الشاعرة، يمكن للقراء أن يتساءلوا عن مكانهم في هذه الرحلة وكيفية التعامل مع التحديات التي تواجههم.

الخاتمة

تعد قصيدة "لا زال البحث جارياً عني" للشاعرة خوله أحمد إمام عملًا أدبيًا مميزًا يعبر عن مشاعر البحث عن الذات والحنين والضياع بعمق وصدق. من خلال استخدام لغة بسيطة وصور شعرية غنية، تنجح الشاعرة في نقل تجربة شخصية يمكن للكثيرين الارتباط بها والشعور بمعانيها. تعكس القصيدة تجربة شخصية مؤلمة، لكنها تحمل أيضًا رسالة أمل وإصرار على الاستمرار في البحث عن الذات وتحقيق السلام الداخلي.

نجحت خوله أحمد إمام في تقديم نص يتسم بالعمق والصدق، يعبر عن تجربة شخصية يمكن للكثيرين الارتباط بها والشعور بمعانيها. تعبر القصيدة عن قوة البحث عن الذات وتأثيرها في حياة الإنسان، وتدعو القراء للتأمل في مشاعرهم وتجاربهم الشخصية. تعتبر هذه القصيدة بمثابة شهادة على قدرة الأدب على التعبير عن مشاعر الإنسان العميقة والمعقدة بطريقة فنية وجميلة، وتجعل القراء يتساءلون عن رحلتهم الشخصية في البحث عن هويتهم الحقيقية.



author-img

هيئة التحرير

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة