JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

Startseite

قلبي يكتم والعيون تبوح - عقيله بلقاسم بعبوش

 



قلبي يكتم والعيون تبوح
الوجه ضاحك وداخلي جروح
شكوايا لله عالم الخفايا
أدعوه يفاجي همي ويريح
آه من سنين مرّت كئيبةأتعبتني
ذقت الأمرين أتألّم مثل الجريح
وحيدةأصارع أهوال الزمان
مثل محارب يجول بسيفه وسط الميدان
يضرب بيمينه صامدفي المواقف
لا تغلبه شدّة ولا تزعزعه زوبعة ريح
الدنيا دروس وتجارب
الغلبةللأقوى كلام صريح
تؤلمنالنتعلم أسرار الحياة
لتراهاعينك بكلّ وضوح
تفهم خباياهاوتدرك معناها
تميز بين الطيب والقبيح
تفرّق بين الشر والخير
بكل ثبات تشق مصارك في الطريق الصحيح



- الجزائر -




قراءة برشلونة الادبية للنص:


     **المقدمة:**

تتحدث قصيدة "قلبي يكتم والعيون تبوح" عن الصراع الداخلي والتناقض بين الظاهر والباطن. تعبر الشاعرة عن آلامها ومشاعرها المكبوتة التي تخفيها وراء وجه ضاحك، وتسلط الضوء على تجربة الحياة بكل ما فيها من صعوبات وتحديات. هذه القصيدة تلامس قلوب القراء بما تحمله من صدق وإحساس عميق، وتكشف عن معاناة إنسانية مشتركة تتمثل في الألم والصبر والتعلم من تجارب الحياة.

     **البنية الفنية للقصيدة:**

تتميز القصيدة بلغة بسيطة وواضحة، لكنها تحمل في طياتها معاني عميقة. الشاعرة تستخدم أسلوبًا مباشرًا للتعبير عن مشاعرها، مما يجعل القصيدة قريبة من القارئ. تكرر الشاعرة استخدام الصور والاستعارات لتوضيح مشاعرها ومعاناتها، مثل "قلبي يكتم والعيون تبوح"، و"الوجه ضاحك وداخلي جروح". هذه الصور تبرز التناقض بين ما يظهر للناس وما تشعر به الشاعرة في داخلها.

     **الموضوعات المطروحة في القصيدة:**

      **1. الألم والصراع الداخلي:**

تبدأ القصيدة بتصوير الألم الداخلي الذي تعانيه الشاعرة:

```
قلبي يكتم والعيون تبوح
الوجه ضاحك وداخلي جروح
```

هنا، تبرز الشاعرة التناقض بين مظهرها الخارجي وضحكتها التي تخفي خلفها جروحًا وأحزانًا. القلب يكتم تلك المشاعر بينما العيون تبوح بها بصمت. هذا التناقض يعكس صعوبة التعبير عن الألم والخوف من الكشف عن الضعف أمام الآخرين.

      **2. اللجوء إلى الله:**

تستمر القصيدة بذكر لجوء الشاعرة إلى الله طلبًا للراحة والتخفيف من همومها:

```
شكوايا لله عالم الخفايا
أدعوه يفاجي همي ويريح
```

هذا اللجوء إلى الله يعكس إيمان الشاعرة بأن الله هو العارف بكل شيء، وهو الوحيد القادر على التخفيف من أحزانها. هذه الثقة بالله تمنح الشاعرة القوة لمواجهة صعوبات الحياة.

      **3. ذكريات السنين الكئيبة:**

تتحدث الشاعرة عن السنوات الصعبة التي مرت بها:

```
آه من سنين مرّت كئيبة أتعبتني
ذقت الأمرين أتألّم مثل الجريح
```

هذه الذكريات المؤلمة تبرز عمق المعاناة التي عاشتها الشاعرة، وتوضح كيف أثرت تلك التجارب على حياتها. تصوير الشاعرة لنفسها كجريح يتألم يضيف بعدًا إنسانيًا لمعاناتها، ويجعل القارئ يتعاطف معها.

      **4. الصمود والمقاومة:**

رغم كل الصعوبات، تظهر الشاعرة قوة وصمودًا:

```
وحيدة أصارع أهوال الزمان
مثل محارب يجول بسيفه وسط الميدان
```

هنا، تشبه الشاعرة نفسها بمحارب يقاتل بشجاعة في ميدان المعركة، مما يعكس قوة إرادتها وقدرتها على مواجهة التحديات. هذا التصوير يعزز فكرة الصمود وعدم الاستسلام أمام مصاعب الحياة.

      **5. الحكمة والتعلم من التجارب:**

تنتهي القصيدة بتأكيد أهمية التجارب الحياتية والدروس التي نتعلمها منها:

```
الدنيا دروس وتجارب
الغلبة للأقوى كلام صريح
تؤلمنالنتعلم أسرار الحياة
```

توضح الشاعرة أن الألم والصعوبات جزء من رحلة التعلم في الحياة. هذه التجارب تعلمنا الحكمة وتمكننا من رؤية الأمور بوضوح أكبر. من خلال هذه الحكمة، نستطيع التمييز بين الطيب والقبيح، والخير والشر.

     **التحليل النقدي للقصيدة:**

      **1. التعبير عن المشاعر المكبوتة:**

تعبر القصيدة بصدق عن المشاعر المكبوتة والألم الداخلي. استخدام الشاعرة للغة بسيطة ومباشرة يجعل القصيدة قريبة من القارئ، ويعزز من تأثيرها العاطفي. الصور الشعرية المستخدمة، مثل "قلبي يكتم والعيون تبوح"، تعكس ببراعة التناقض بين الظاهر والباطن، مما يجعل القارئ يتعاطف مع الشاعرة ويشعر بمعاناتها.

      **2. الإيمان والقوة الداخلية:**

تظهر القصيدة إيمان الشاعرة العميق بالله وثقتها بأن الله هو المخلص من الهموم. هذا الإيمان يمنح الشاعرة القوة لمواجهة الصعوبات، ويعكس رؤية متفائلة رغم المعاناة. تصوير الشاعرة لنفسها كمحارب في ميدان المعركة يبرز قوتها الداخلية وصمودها، مما يلهم القارئ بالقدرة على المقاومة والتغلب على التحديات.

      **3. الحكمة والتعلم من الحياة:**

تركز القصيدة على أهمية التجارب الحياتية والدروس التي نتعلمها منها. الشاعرة تؤكد أن الألم جزء من رحلة التعلم، وأنه من خلال هذه التجارب نكتسب الحكمة والمعرفة. هذه الرسالة تضفي بعدًا فلسفيًا على القصيدة، وتجعل القارئ يفكر في قيمة التجارب الصعبة وأهميتها في تشكيل شخصيتنا.

     **الخاتمة:**

قصيدة "قلبي يكتم والعيون تبوح" هي تعبير صادق وعميق عن معاناة الشاعرة وصراعها الداخلي. من خلال كلمات بسيطة وصور شعرية مؤثرة، تعبر الشاعرة عن الألم والأمل، القوة والضعف، الحكمة والتعلم. هذه القصيدة تلامس قلوب القراء بما تحمله من صدق وإحساس عميق، وتذكرنا بأن الحياة، رغم صعوباتها، مليئة بالدروس والتجارب التي تصقل شخصياتنا وتمنحنا الحكمة والقوة لمواجهة المستقبل.


قصيدة: قلبي يكتم والعيون تبوح


قلبي يكتم والعيون تبوح
الوجه ضاحك وداخلي جروح
شكوايا لله عالم الخفايا
أدعوه يفاجي همي ويريح
آه من سنين مرّت كئيبةأتعبتني
ذقت الأمرين أتألّم مثل الجريح
وحيدةأصارع أهوال الزمان
مثل محارب يجول بسيفه وسط الميدان
يضرب بيمينه صامدفي المواقف
لا تغلبه شدّة ولا تزعزعه زوبعة ريح
الدنيا دروس وتجارب
الغلبةللأقوى كلام صريح
تؤلمنالنتعلم أسرار الحياة
لتراهاعينك بكلّ وضوح
تفهم خباياهاوتدرك معناها
تميز بين الطيب والقبيح
تفرّق بين الشر والخير
بكل ثبات تشق مصارك في الطريق الصحيح

NameE-MailNachricht