JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

الصفحة الرئيسية

فنجان قهوة في زمن الحرب - نجاة رجاح أم سناء

 



لا استراحة محارب
تمهلنا..
ولا هدنةنسترد بها
أنفاسنا..
تتوالى الضربات
والموت حصاد
لكل المواسم..
نبحث عن أشلاء بعضنا
وسط الدمار..
يراهن الموت على إقبارنا
كي ننتحرْ..!
ونحن نطل على الحياة
من جوانب الحفرْ..!
وبأعين الشهداء المستبشرة
نلاعب القدرْ..!
نختبئ بين طيات الخيام
نازحين..
نعاند
نقاوم
و..نستمرْ..!
نرقب الأملَ
والملاذُ عنا يقصى
و..نُصِرّْ..!
لن نُمحى
ولن ننكسرْ..!
بصمودنا ورباطنا
العالم يعتبرْ..!
على ركاماتنا
نشرب فنجان قهوة
تؤرخ حكايانا
في زمن الحرب..
تروي تمسكنا
برمزية الأرض
ولن نُقهرْ..!
تراث وأصالة
في أعماقنا تُحفرْ..!
لايستطيعون نزع حياتنا
ولو أصبحت
كل البيوت حفرْ. !
نُرَبِّتُ على كتف الحياة
في سفر دائم
نحو النهايات
كي ننتصرْ..!
لامتاع نحزمه
غير أرواحنا
فقط،نبتلع القتامة
و..نصطبرْ..!
يفوح عبق الوداع الأخير
متلفعا بأكفان سوداء
حيث البياض ملطخا..
نشرب قهوة
وجهها بالوجع مُعفَّرْ..!
وِجْهتنا العيدُ..
فهل من مستقرْ..!؟
كان بوسعنا
أن نقول لمن نحبهم
كم نحبهم..!
فاحترقت الأغنيات
على الشفاه..
والدمع انهمرْ..!
في الحرب..،،
تنزف الأناشيد غضبا
وتختنق الأنفاس
برائحة الفجيعة
ولا من مستفسرْ..!
في الحرب..،،
لاقيمة للوقت
لا الساعات ولا الدقائق
لا الأسابيع ولا الأيام
زمننا..!
نُحصي العمر ونُعدُّه
بالشهداء
وعدد القذائف
والغارات
والمحرقات..
و..نختصرْ..!
في الحرب..،،
نفقد شهادة ميلاد أبنائنا
وملكية بيوتنا المهدومة
وصورنا
والذكريات القديمهْ..
و ملامحنا..
وانتهاء الحرب ننتظرْ..!
نشرب فنجان قهوتنا
جالسين..
لأنهم بتروا سيقاننا
فمن يُبصرْ..!
ولأننا لانستطيع الركض،
دعونا نشرب قهوتنا..
لم نمت بعدُ..
فلنتمتع بالشهيق الأخير
ونتمم القصيدهْ..!
فيا..وجع الروح
متى تغفرْ..!؟


- المغرب -




قراءة برشلونة الأدبية:

مقدمة

تعتبر قصيدة "فنجان قهوة في زمن الحرب" للشاعرة نجاة رجاح أم سناء تجسيدًا شعريًا لمعاناة الإنسان في زمن الحروب والصراعات. الشاعرة تعبر من خلال كلماتها عن الألم والصمود والأمل في ظل ظروف الحرب القاسية. استخدام فنجان القهوة كرمز يعكس الحياة اليومية واستمرارية الأمل حتى في أصعب الأوقات. هذه الدراسة تسلط الضوء على العناصر الفنية والموضوعية في القصيدة، وتحلل رموزها ومعانيها العميقة.

التحليل الفني والموضوعي

البيت الأول:

لا استراحة محارب
تمهلنا..
ولا هدنة نسترد بها
أنفاسنا..

تبدأ القصيدة بواقع الحرب الذي لا يتيح للمحاربين أي استراحة أو هدنة. هذه البداية تعكس الإيقاع السريع والمستمر للحرب، حيث لا يوجد وقت لالتقاط الأنفاس. يعبر هذا الجزء عن الضغط المستمر والشعور بالإرهاق.

البيت الثاني:

تتوالى الضربات
والموت حصاد
لكل المواسم..

هنا، تتحدث الشاعرة عن استمرارية الضربات والموت الذي يحصد الأرواح في كل موسم. استخدام كلمة "حصاد" يعكس مدى استمرارية الموت وكأنه جزء من الحياة الطبيعية.

البيت الثالث والرابع:

نبحث عن أشلاء بعضنا
وسط الدمار..
يراهن الموت على إقبارنا
كي ننتحر..!

تصور هذه الأبيات الصورة القاسية للدمار والبحث عن أشلاء الأحباء. الموت هنا يُصوَّر كعدو يراهن على تدمير الروح الإنسانية.

البيت الخامس والسادس:

ونحن نطل على الحياة
من جوانب الحفر..!
وبأعين الشهداء المستبشرة
نلاعب القدر..!

الشاعرة تعكس التحدي والصمود من خلال تصوير الناس يطلون على الحياة من جوانب الحفر. العيون المستبشرة للشهداء تعكس الأمل والإيمان بالقدر.

البيت السابع والثامن:

نختبئ بين طيات الخيام
نازحين..
نعاند
نقاوم
و..نستمر..!

الهجرة والنزوح هما جزء من واقع الحرب، ومع ذلك، الشاعرة تؤكد على المقاومة والاستمرارية في الحياة.

البيت التاسع والعاشر:

نرقب الأملَ
والملاذُ عنا يقصى
و..نُصِرّ..!
لن نُمحى
ولن ننكسر..!

رغم صعوبة الظروف، يبقى الأمل موجودًا والاصرار على البقاء والصمود واضحًا. هذه الأبيات تعكس قوة الإرادة والتحدي.

البيت الحادي عشر والثاني عشر:

بصمودنا ورباطنا
العالم يعتبر..!
على ركاماتنا
نشرب فنجان قهوة
تؤرخ حكايانا
في زمن الحرب..

تشير هذه الأبيات إلى أن العالم يتعلم ويعتبر من صمود الشعب ورباطه. فنجان القهوة هنا يرمز إلى الاستمرار في الحياة اليومية وتسجيل تاريخهم وحكاياتهم.

البيت الثالث عشر والرابع عشر:

تروي تمسكنا
برمزية الأرض
ولن نُقهر..!
تراث وأصالة
في أعماقنا تُحفر..!

تمسك الشاعرة بالأرض والتراث والأصالة يظهر واضحًا. رغم الحرب، هناك إصرار على البقاء وعدم القهر.

البيت الخامس عشر والسادس عشر:

لايستطيعون نزع حياتنا
ولو أصبحت
كل البيوت حفرْ. !
نُرَبِّتُ على كتف الحياة
في سفر دائم
نحو النهايات
كي ننتصرْ..!

تؤكد الشاعرة على أن الأعداء لا يمكنهم نزع الحياة من الناس، حتى لو تحولت بيوتهم إلى حفر. هناك إيمان بالانتصار رغم الصعوبات.

البيت السابع عشر والثامن عشر:

لامتاع نحزمه
غير أرواحنا
فقط، نبتلع القتامة
و..نصطبرْ..!

هنا، تعكس الشاعرة أن الروح هي المتاع الحقيقي الذي يحمله الناس في زمن الحرب. التحلي بالصبر رغم القتامة هو السبيل للاستمرار.

البيت التاسع عشر والعشرون:

يفوح عبق الوداع الأخير
متلفعا بأكفان سوداء
حيث البياض ملطخا..
نشرب قهوة
وجهها بالوجع مُعفَّرْ..!

هذه الأبيات تصور الوداع الأخير وكأنه عبق يفوح بالألم، والأكفان السوداء تعكس الحزن. فنجان القهوة المغطى بالوجع يرمز إلى اللحظات الأخيرة والذكريات المؤلمة.

البيت الواحد والعشرون والثاني والعشرون:

وِجْهتنا العيدُ..
فهل من مستقرْ..!؟
كان بوسعنا
أن نقول لمن نحبهم
كم نحبهم..!

الشاعرة تعبر عن التطلع إلى عيد الفرح والسلام، متسائلة إن كان هناك مستقر. تعكس الأبيات الشعور بالندم لعدم القدرة على التعبير عن الحب في زمن الحرب.

البيت الثالث والعشرون والرابع والعشرون:

فاحترقت الأغنيات
على الشفاه..
والدمع انهمرْ..!
في الحرب..،،
تنزف الأناشيد غضبا
وتختنق الأنفاس
برائحة الفجيعة
ولا من مستفسرْ..!

تصف هذه الأبيات الحزن والدموع، وكيف أن الأغاني تختنق برائحة الفجيعة. الشاعرة تصور الغضب والألم العميقين في الحرب.

البيت الخامس والعشرون والسادس والعشرون:

في الحرب..،،
لاقيمة للوقت
لا الساعات ولا الدقائق
لا الأسابيع ولا الأيام
زمننا..!
نُحصي العمر ونُعدُّه
بالشهداء
وعدد القذائف
والغارات
والمحرقات..

تصف الشاعرة فقدان قيمة الوقت في زمن الحرب، حيث يصبح العمر محصورًا بعدد الشهداء والقذائف والغارات.

البيت السابع والعشرون والثامن والعشرون:

و..نختصرْ..!
في الحرب..،،
نفقد شهادة ميلاد أبنائنا
وملكية بيوتنا المهدومة
وصورنا
والذكريات القديمهْ..
و ملامحنا..

تصف الشاعرة الفقدان الكبير الذي يطال كل جوانب الحياة في الحرب، من شهادات الميلاد إلى الذكريات والملامح.

البيت التاسع والعشرون والثلاثون:

وانتهاء الحرب ننتظرْ..!
نشرب فنجان قهوتنا
جالسين..
لأنهم بتروا سيقاننا
فمن يُبصرْ..!

تواصل الشاعرة تصوير الأمل في انتهاء الحرب، وشرب فنجان القهوة كرمز لاستمرارية الحياة رغم الجروح العميقة.

البيت الحادي والثلاثون والثاني والثلاثون:

ولأننا لانستطيع الركض،
دعونا نشرب قهوتنا..
لم نمت بعدُ..
فلنتمتع بالشهيق الأخير
ونتمم القصيدهْ..!

تختتم الشاعرة بقوة وصمود، مؤكدة أن الحياة مستمرة رغم الجروح، وداعية إلى التمتع بالشهيق الأخير واستكمال القصيدة.

البيت الثالث والثلاثون:

فيا..وجع الروح
متى تغفرْ..!؟

تنتهي القصيدة بتساؤل عن متى سيتوقف وجع الروح، مما يعكس الألم العميق والبحث عن الخلاص.

الجماليات الشعرية

الصور البيانية:

تستخدم الشاعرة صورًا بيانية قوية لتجسيد معاناة الحرب، مثل "نشرب قهوة وجهها بالوجع مُعفَّرْ" و"يفوح عبق الوداع الأخير". هذه الصور تعمق الإحساس بالألم والصمود.

الأسلوب واللغة:

تتميز القصيدة بأسلوبها المباشر والبسيط، مما يجعلها قريبة من القراء. استخدام الأفعال المضارعة يعزز الإحساس بالاستمرارية والحضور.

الرموز والدلالات:

فنجان القهوة يرمز إلى الحياة اليومية والأمل في ظل الحرب. الخيام والركامات تعكس واقع النزوح والتدمير، بينما تعبر الأكفان السوداء عن الحزن والفجيعة.

الخاتمة

قصيدة "فنجان قهوة في زمن الحرب" للشاعرة نجاة رجاح أم سناء تعبر عن واقع مرير ومؤلم، لكنها تحمل في طياتها الأمل والصمود والإصرار على الحياة. من خلال استخدام الرموز والصور البيانية، تنقل الشاعرة مشاعرها وتجاربها بشكل مؤثر وعميق. هذه القصيدة تمثل صرخة ضد الحرب ودعوة للسلام والحرية، وتذكرنا بأهمية الأمل والإصرار في مواجهة أصعب التحديات.


author-img

هيئة التحرير

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة