JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

Startseite

صدور العدد 05 من مجلة برشلونة الأدبية

 



مجلة برشلونة الأدبية 
العدد الخامس 01/06/2024
أدبية ثقافية دولية تهتم بأعمال أدباء العرب والعالم.
- تصدر من برشلونة، إسبانيا.
Barcelona Literary Magazine
Issue 5 01/06/2024
International cultural literature concerned with the works of Arab and international writers
- Issued from Barcelona, ​​Spain.
To download a high-quality pdf file:
لتحميل ملف pdf بجودة عالية: 
 


طه حسين (1889 - 1973) هو أحد أبرز الأدباء والمفكرين المصريين والعرب في القرن العشرين. يعتبر طه حسين رمزًا للتنوير والعقلانية في الثقافة العربية، ولعب دورًا كبيرًا في تطوير الأدب والنقد الأدبي والعلوم الإنسانية في مصر والعالم العربي. كانت حياته مليئة بالتحديات والإنجازات التي جعلت منه شخصية فريدة في التاريخ الثقافي العربي.

النشأة والتعليم

ولد طه حسين في 15 نوفمبر 1889 في قرية الكيلو، وهي قرية صغيرة تقع في صعيد مصر. فقد بصره في سن الثالثة بسبب مرض الرمد، وهو ما شكل تحديًا كبيرًا في حياته. على الرغم من ذلك، استطاع بفضل إصراره وذكائه أن يتغلب على إعاقته، حيث تلقى تعليمه الأولي في كتّاب القرية، حيث حفظ القرآن وتعلم مبادئ القراءة والكتابة.

في سن الرابعة عشر، انتقل طه حسين إلى الأزهر في القاهرة، حيث درس العلوم الدينية واللغة العربية. ولكنه لم يكن راضيًا عن طرق التدريس التقليدية في الأزهر، مما دفعه للبحث عن تعليم أكثر حداثة وتطورًا.

التحول إلى التعليم الحديث

في عام 1908، التحق طه حسين بالجامعة المصرية (التي أصبحت لاحقًا جامعة القاهرة)، حيث درس على أيدي أساتذة مصريين وأجانب. حصل على درجة الليسانس في الآداب عام 1914، وكان أول مصري يحصل على هذه الدرجة من الجامعة المصرية. بعد ذلك، سافر إلى فرنسا لمواصلة دراسته بفضل منحة دراسية.

الدراسة في فرنسا

في فرنسا، التحق طه حسين بجامعة مونبلييه ثم بجامعة السوربون، حيث درس الأدب والتاريخ والفلسفة. في السوربون، حصل على درجة الدكتوراه عام 1919 عن أطروحته "ذكرى أبي العلاء"، التي تناول فيها حياة وأعمال الشاعر والفيلسوف العربي أبي العلاء المعري.

العودة إلى مصر والمسيرة الأكاديمية

عاد طه حسين إلى مصر عام 1919، وعُين أستاذًا في الجامعة المصرية. سرعان ما أصبح أحد أبرز الشخصيات الأكاديمية في مصر، حيث أسهم في تطوير المناهج الدراسية وتحديث التعليم الجامعي. تولى منصب عميد كلية الآداب عام 1928، ولكن استقال بعد فترة وجيزة بسبب خلافات مع الإدارة.

الأعمال الأدبية والفكرية

طه حسين كتب العديد من الأعمال الأدبية والنقدية التي أسهمت في تطوير الفكر العربي الحديث. من أبرز أعماله:

"الأيام" (1929-1955)

يعد هذا الكتاب سيرة ذاتية لطه حسين، حيث يروي فيه قصة حياته منذ الطفولة حتى حصوله على درجة الدكتوراه من السوربون. يتناول الكتاب التحديات التي واجهها طه حسين بسبب فقدانه للبصر، وكيف تمكن من التغلب على هذه التحديات بفضل عزيمته وإصراره على التعلم.

"في الشعر الجاهلي" (1926)

أثار هذا الكتاب جدلًا واسعًا عند صدوره، حيث قدم طه حسين فيه قراءة نقدية جديدة للشعر الجاهلي، مشككًا في صحة نسبة بعض القصائد إلى شعراء الجاهلية. أثار الكتاب موجة من الانتقادات من قبل العلماء التقليديين، ولكنه في الوقت نفسه كان نقطة تحول في دراسة الأدب العربي، حيث فتح الباب أمام مناهج نقدية جديدة.

"حديث الأربعاء" (1937)

يعد هذا الكتاب مجموعة من المقالات النقدية التي نشرها طه حسين في جريدة "السياسة الأسبوعية". تناول فيها قضايا أدبية وفكرية متنوعة، وقدم قراءات نقدية لأعمال أدبية قديمة ومعاصرة.

"مستقبل الثقافة في مصر" (1938)

في هذا الكتاب، يعرض طه حسين رؤيته لمستقبل التعليم والثقافة في مصر. دعا إلى ضرورة تحديث النظام التعليمي واعتماد مناهج حديثة، وأكد على أهمية الانفتاح على الثقافات الأخرى والاستفادة من التجارب الغربية في التعليم والثقافة.

"على هامش السيرة" (1933)

يتناول هذا الكتاب السيرة النبوية بأسلوب أدبي، حيث قدم طه حسين حياة النبي محمد بأسلوب سردي جذاب، معتمدًا على المصادر التاريخية والدينية.

المواقف الفكرية والسياسية

كان لطه حسين مواقف فكرية وسياسية جريئة أثارت الكثير من الجدل. كان من دعاة التنوير والعقلانية، ودعا إلى ضرورة فصل الدين عن الدولة والتعليم. كان يؤمن بأهمية النقد والتجديد في الفكر العربي، وكان يرى أن التقليد الأعمى للتراث يقف عائقًا أمام التقدم.

المناصب الحكومية

تولى طه حسين عدة مناصب حكومية، منها:

  • مدير دار الكتب المصرية: حيث أسهم في تطوير المكتبة الوطنية وزيادة مقتنياتها من الكتب والمخطوطات.
  • وزير المعارف: في عام 1950، حيث أسهم في تنفيذ مشروع مجانية التعليم في مصر، والذي كان أحد أبرز إنجازاته في هذا المنصب.

الجوائز والتكريمات

حصل طه حسين على العديد من الجوائز والتكريمات، منها:

  • جائزة الدولة التقديرية في الأدب: وهي أعلى جائزة أدبية في مصر.
  • وسام النيل: وهو أعلى وسام في الجمهورية المصرية.
  • عضوية المجمع العلمي العربي: حيث كان عضوًا فاعلًا وأسهم في العديد من الدراسات والبحوث العلمية.

الحياة الشخصية

تزوج طه حسين من سوزان بريسو، وهي فرنسية تعرف عليها أثناء دراسته في فرنسا. كانت سوزان داعمًا قويًا له، حيث ساعدته في دراسته وأعماله الأدبية، وكانت تقرأ له الكتب وتساعده في تدوين أفكاره. أنجبا ثلاثة أبناء: أمينة، ومؤنس، ومختار.

الوفاة

توفي طه حسين في 28 أكتوبر 1973، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا وفكريًا كبيرًا. يعد طه حسين واحدًا من أعظم الأدباء والمفكرين في التاريخ العربي، وقد أسهمت أعماله في تطوير الفكر العربي الحديث وتعزيز قيم التنوير والعقلانية.

الإرث والتأثير

ترك طه حسين إرثًا أدبيًا وفكريًا كبيرًا يستمر تأثيره حتى اليوم. تعد أعماله من بين الأعمال الأدبية الأكثر تأثيرًا في العالم العربي، وتدرس في الجامعات والمدارس كجزء من المناهج الأدبية. أسهمت كتاباته في تشكيل الفكر العربي الحديث، وكان له دور كبير في تطوير النقد الأدبي والدراسات الأدبية.

كان طه حسين يؤمن بأهمية التعليم كوسيلة لتحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي، وكانت رؤيته لمستقبل الثقافة والتعليم في مصر تهدف إلى بناء مجتمع متعلم ومثقف قادر على مواجهة تحديات العصر. تظل رؤيته ومساهماته مصدر إلهام للعديد من الأدباء والمفكرين العرب.

ختامًا

يعد طه حسين من الشخصيات الأدبية والفكرية الفريدة التي أثرت بشكل كبير في مسار الثقافة العربية. كانت حياته مليئة بالتحديات، ولكنه استطاع بفضل إصراره وعزيمته أن يترك بصمة لا تمحى في الأدب والفكر العربي. إن إرثه الأدبي والفكري يظل شاهدًا على عبقريته ورؤيته الثاقبة، وسيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة من الأدباء والمفكرين.

author-img

برشلونة الأدبية

Kommentare
Keine Kommentare
Kommentar veröffentlichen
    NameE-MailNachricht