JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

Home

صدور العدد 02 من مجلة برشلونة الأدبية

 

مجلة برشلونة الأدبية 
العدد الثاني 15/04/2024
أدبية ثقافية دولية تهتم بأعمال أدباء العرب والعالم.
- تصدر من برشلونة، إسبانيا.
Barcelona Literary Magazine
Issue 2 15/04/2024
International cultural literature concerned with the works of Arab and international writers
- Issued from Barcelona, ​​Spain.
To download a high-quality pdf file:
لتحميل ملف pdf بجودة عالية: 
 
 
نازك الملائكة، واحدة من أهم الشخصيات في الأدب العربي الحديث، تُعد رائدة في حركة الشعر الحر. وُلِدت في بغداد، العراق، عام 1923 وتوفيت في القاهرة، مصر، عام 2007. عُرفت بقدرتها على التجديد والابتكار في الشعر العربي، مما جعلها رمزًا للأدب الحداثي في العالم العربي. تميزت قصائدها بالعمق العاطفي والتفكير الفلسفي، كما أنها كانت ناقدة بارعة ومحاضرة مؤثرة.
النشأة والتعليم

وُلدت نازك الملائكة في بيئة أدبية وفنية، حيث كانت والدتها سلمى عبد الرزاق شاعرة أيضًا ووالدها كان مدرسًا وصحفيًا. كان لهذا الجو الثقافي دور كبير في تشكيل وعيها الأدبي منذ الطفولة. بدأت نازك كتابة الشعر في سن مبكرة، وعُرفت بنبوغها الفريد في هذا المجال.

تلقت نازك تعليمها الابتدائي والثانوي في بغداد، ثم التحقت بدار المعلمين العالية (جامعة بغداد لاحقًا) حيث درست اللغة العربية وآدابها. تخرجت في عام 1944، ثم واصلت دراستها العليا في الولايات المتحدة حيث حصلت على شهادة الماجستير في الأدب المقارن من جامعة ويسكونسن-ماديسون.
البدايات الأدبية والشعر الحر

بدأت نازك الملائكة مشوارها الأدبي بنشر ديوانها الأول "عاشقة الليل" عام 1947. تميزت قصائد هذا الديوان بجمالية اللغة ورقة المشاعر، مما جذب الأنظار إليها كمبدعة شابة. ولكن كانت الثورة الحقيقية في مسيرتها الأدبية عندما نشرت قصيدة "الكوليرا" في نفس العام، والتي تُعد أول قصيدة شعر حر في الأدب العربي الحديث.

تناولت قصيدة "الكوليرا" موضوعًا إنسانيًا حساسًا وهو وباء الكوليرا الذي اجتاح مصر في ذلك الوقت. عبرت نازك من خلال هذه القصيدة عن الحزن والألم الجماعي بلغة جديدة ومتحررة من القيود التقليدية للعروض الشعري، مما فتح الباب أمام جيل جديد من الشعراء لتبني هذا الأسلوب الحديث.
أهم الأعمال الأدبية

نشرت نازك الملائكة العديد من الدواوين الشعرية التي أصبحت علامات بارزة في الأدب العربي. من أبرز أعمالها:

    "عاشقة الليل" (1947): ديوانها الأول الذي وضعها على خارطة الأدب العربي بفضل لغته العذبة ومضامينه الرومانسية.
    "شظايا ورماد" (1949): ديوان يبرز تطورها الفني واهتمامها بالقضايا الإنسانية والاجتماعية.
    "قرارة الموجة" (1957): تميز هذا الديوان بعمقه الفلسفي وتأملاته في الحياة والموت.
    "شجرة القمر" (1968): يحتوي على قصائد تعكس تأملاتها الروحية والفلسفية.
    "يغير ألوانه البحر" (1970): يُظهر هذا الديوان مدى تأثير التجارب الحياتية والشخصية على شعرها.

النقد الأدبي والفكري

إلى جانب شعرها، كانت نازك الملائكة ناقدة أدبية من الطراز الرفيع. تناولت في كتاباتها النقدية موضوعات متنوعة تتعلق بالشعر العربي والتجديد الأدبي. من أبرز كتبها النقدية:

    "قضايا الشعر المعاصر" (1962): في هذا الكتاب، تناولت نازك موضوعات تتعلق بالشعر الحر، محاولاتها لتقنين هذا النوع الجديد من الشعر، وتقديم أسس نظرية له.
    "الصومعة والشرفة الحمراء" (1974): مجموعة من المقالات الأدبية والنقدية التي تناولت فيها موضوعات متنوعة.

الأسلوب والمواضيع

تميزت قصائد نازك الملائكة بأسلوبها الرقيق والعاطفي، ولغتها الجميلة. تناولت في شعرها موضوعات الحب والطبيعة والموت والحياة. كانت تعبر عن مشاعرها وتفكراتها بلغة بليغة ورمزية. تميزت قصائدها أيضًا بالتنوع في الأشكال الشعرية، من الشعر العمودي إلى الشعر الحر.

في قصيدتها "الكوليرا"، قالت:

سكن الليل
أصغِ إلى وقع صدى الأنات
في عمق الظلمة، تحت الصمت، على الأموات
صرخات تعلو، تضطرب
حزن يتدفق، يلتهب
يتعثر فيه صدى الآهات
في كل فؤاد غليان
في الكوخ الساكن أحزان

الحياة الشخصية والتأثير

تزوجت نازك الملائكة من الدكتور عبد الهادي محبوبة، وأنجبت منه ابنها البكر. عاش الزوجان حياة مستقرة، وكان زوجها داعمًا كبيرًا لمسيرتها الأدبية. تأثرت نازك بوالدتها الشاعرة وبالبيئة الثقافية التي نشأت فيها، مما عزز من موهبتها الأدبية وجعلها تتبنى القضايا الإنسانية والاجتماعية في شعرها.
التأثير والإرث

كان لنازك الملائكة تأثير كبير على حركة الشعر العربي الحديث، خاصة في مجال الشعر الحر. ألهمت قصائدها العديد من الشعراء الشباب الذين ساروا على خطاها وتبنوا أسلوب الشعر الحر في كتاباتهم. أثرت كتاباتها النقدية على الفكر الأدبي العربي وأسهمت في تطوير النقد الأدبي.
الجوائز والتكريمات

حصلت نازك الملائكة على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإسهاماتها الأدبية والثقافية. من بين هذه الجوائز:

    جائزة جبران خليل جبران للشعر (1958): منحتها لها الجامعة اللبنانية تقديرًا لشعرها المتميز.
    وسام الاستحقاق الثقافي (1975): منحتها لها الحكومة العراقية.

الوفاة والإرث

توفيت نازك الملائكة في القاهرة في 20 يونيو 2007 بعد صراع مع المرض. كانت وفاتها خسارة كبيرة للأدب العربي، ولكن إرثها الأدبي يظل حيًا من خلال قصائدها وكتاباتها النقدية. تُعتبر نازك الملائكة رمزًا للشعر الحداثي في العالم العربي، وشخصية أدبية مؤثرة ألهمت أجيالًا من الشعراء والكتاب.
الخاتمة

نازك الملائكة، الشاعرة والناقدة الرائدة، قدمت للأدب العربي إسهامات لا تُنسى. من خلال تجديدها للشعر العربي وتبنيها للشعر الحر، أثرت في تطور الأدب العربي الحديث وأسهمت في إثراء المشهد الأدبي بقصائدها الرقيقة وكتاباتها النقدية العميقة. إرثها الأدبي يظل شاهدًا على عبقريتها وإبداعها، وسيظل مصدر إلهام للشعراء والكتاب لأجيال قادمة.

 

author-img

برشلونة الأدبية

Comments
No comments
Post a Comment
    NameEmailMessage